عمر بن الخطاب وفتح الشام
أعظم ما قام به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد إقامة العدل الشامل في دولة…
اقرأ المزيدكلما فكرت في أشياء جميلة ومواقف إيجابية اجتذبتها إليك، والعكس صحيح كلما تخيلت الأشياء السلبية جلبتها إليك، ما يعني أن أفكار المرء لها تأثير وهذا هو “قانون الجدب”، فإن ما يصبح عليه الفرد هو نتيجة لقوة أفكاره المؤثرة.
ما حقيقة هذا الكلام؟ ماهي خطوات تحقيقه إن كان واقعياً وما حكم الشرع الإسلامي حوله؟
في طيات هذه المقالة سنتناول مسألة قانون الجذب، وحكم الإسلام في قانون الجذب.
إذا قانون الجذب: هو الاعتقاد بأن الكون يستجيب لك، وسيعطيك كل ما تركز عليه فكرك وتركيزك.
كثيرون هم من يعتقدون بأنه قانون كوني ينص على “انجذاب الشبيه لشبيهه”، فما تكون محصلة الأفكار الحسنة إلا العواقب الحسنة، ومثل ذلك ماضٍ على الأفكار السيئة؛ فلا تؤدي إلا للعواقب السيئة.
لقانون الجذب خطوات أربع:
يقولون إنّ قانون الجذب ليس أمراً خيالياً، وإنّما يقف العلم خلفه، ويمكن القول أنّه حتى وإن لم يفهم المرء حقائق الفيزياء الكمية، فإنه لا مانع من أن يستفيد من قانون الجذب ومعرفة مدى دور العقل في تشكيل حياة الفرد والعالم من حوله، ولاستخدام قانون الجذب وتطبيقه يمكن اتّباع الآتي:
قد يهمك ايضاً: السعادة بين الفلسفة وعلم النفس
إن الأساس في تسمية النظرية سواء في بُعدها العلمي التجريبي وما يخص العلوم البحتة التي تحكمها قوانين كالرياضيات والفيزياء وغيرها، أو نظيرتها المبنية على التجربة والملاحظة الصرفة التابعة لعلمي النفس والاجتماع، كعلم السلوك وأبحاث علم الأعصاب الإدراكي وعلوم الشخصية، والجامع بينها هو احتمالها الصدق والكذب.
ويتمثل ذلك في أن النظريات عموماً هي مجموعة من استنتاجات قائمة على نتائج تحتمل الصواب والخطأ، نظراً لاختلاف حقول التجارب، وشبه استحالة إسقاط النتائج على المجال الواسع، خصوصاً ما يتعلق بالإنسان في بُعده النفسي أو الفيزيولوجي.
لذلك فاعتبار نظرية الجذب قانوناً هو أمر خاطئ من حيث المبدأ والمنطق العلمي؛ لأن الدراسات المتعلقة بها قليلة، وإنما هي مجرد آراء واستنتاجات قام بها باحثون انطلاقاً من تجاربهم الخاصة، معتمدين في ذلك على أبحاث سابقة في القدرات العقلية وقوة العقل الباطن، أو ما يسمى علمياً بقانون العقل اللاوعي، وهو يبين أن الإنسان إذا توقع شيئاً سواء كان إيجابياً أو سلبيا فسيراه في كل حدث، وهو بمنظور آخر بسيط (التفاؤل والتشاؤم)، لذا، فإذا اعتبرنا أن نظرية الجذب توقفت عند هذا الحدّ فهي صحيحة.
لكنه تم ربطها بتصرفات يومية وخطوات لا أساس علمي لها؛ فيعتبر العاملون على هذه النظرية الخطوة الأولى لتحقيقها: هي التمني وتخيل وقوع المراد حقيقة، ثم الخطوة الثانية: وهي الإيمان المطلق بالحصول عليها، تليها الخطوة الثالثة: وهي الاستجابة وشكر الكون على ذلك.
والغريب فيها أنها لا تذكر العمل، وهذا غير منطقي إذا شئنا القول، فالتفاؤل وحده لا يكفي، وكون المرء إيجابياً فقط قد لا يؤدي للنتيجة المرغوب فيها، وتمثيلاً لذلك فإن التفاؤل بذرة يجب أن تتواجد في النفوس عموماً، لكن العمل تغذية لها لتثمر، والعلم لا ينفع إلا لمن عمل به، فأمور الدنيا عموماً قائمة على التفاؤل والنية الطيبة كما على الخبرة التي لا نتوصل إليها إلا بالتجربة والعمل، والجمع بينهما هو ما يحقق القصد الكامل، فيكون سلوك العامل على هدفه سديداً يبتغي به الخير والمصلحة والنفع.
وأخيراً لابُدَّ من طرح هذا التساؤل فيما يخص هذه النظرية وأساسياتها، انطلاقاً من تجربة وواقع معاش:
إذا كان مجرد التخيل يحقق ويجذب المتمنيات، فلماذا لا يشفى الطفل المصاب بالسرطان بمجرد أن تتخيل أمه وأسرته أنه سيشفى؟ هل لا يتخيلون كفاية؟!
والحقيقة أن التخيل والتمني والدعاء بالشفاء يطال كل أسرة لها مريض لحظة بلحظة، وقد لا ترى عينا أمه إلا شفاءه ولا تسمع إلا تبشيراً بشفائه… أليس هذا كافياً؟! هنا أتوقف وأقول: أنا أريد وأنت تريد ويفعل الله ما يريد.
لا يوجد دليل علمي تجريبي يدعم قانون الجذب والتخاطر، وقد انتقد العديد من الباحثين والعلماء الأشخاص الذين يؤمنون بهذا القانون، بحيث يقومون بإساءة استخدام المفاهيم العلمية، فيجعلونها تخدم رؤيتهم لقانون الجذب والتخاطر، وهكذا يعتبر هذا القانون ليس له أساس علمي ويعتبر من العلوم الزائفة.
اقرأ ايضاً: الولاء والبراء بين التساهل والتشدد
عقيدة الإسلام هي عقيدة التَّوحيد: قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 17]، وقال جل من قائل: ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد:16]، هل يوجد شركاءُ لله خلقوا كخلقه حتى يتشابه الخلق؟ ويتشابه الأمر على النَّاس؟
ومن الذي يملك الضُّرَّ والنَّفع والخلقَ؟ اللهُ جل جلاله، وأمَّا النَّاس والمخاليق، ﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾ [الفرقان:3].
محاولة أسلمة قانون الجذب هذا محاولاتٌ فاشلةٌ؛ لأنَّه هو قانونٌ كفريٌّ وقد سبق وأن بيَّنا أنَّه مجموعةُ فرضياتٍ لا يمكن ترتقي إلى نظريةٍ فضلاً على أن ترتقي إلى قانون، فالله سبحانه أمر بالعمل والسَّعي في الأرض والأخذ بالأسباب، ورتَّب الرِّزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ الملك:15، والنَّبي ﷺ لما قيل له: أفلا نتَّكل على كتابنا وندع العمل؟ يعني: ما دام أنَّ أهل الجنَّة مكتوبون وأهلُ النَّار مكتوبون، قال: ( لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له أمَّا من كان من أهل السَّعادة فيُيسَّر لعمل أهل السِّعادة، وأمَّا من كان من أهل الشَّقاء فيُيسَّر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾) الليل:5-10. رواه البخاري4666، ومسلم 2647
وقال النَّبيُّ ﷺ: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل لو أنَّي فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم 2664
يقول الدكتور طارق السويدان: هناك من يصدق هذه العلوم التي لا تبيع إلا الكلام ويقولون:
(لا شيء مستحيل)، وأنك إذا آمنت وتفاءلت بعمق بشيء أو هدف فسينجذب إليك وتحققه، لكن هذا الكلام خطأ، كيف لا يوجد شيء اسمه مستحيل؟ وهل تستطيع أن تقف على قمة الجبل وتقول أنا أستطيع الطيران وتطير؟
القانون الأصح هو: إذا آمنت وتفاءلت بعمق بشيء أو هدف وعملت له بجد فقد تحققه.
وإلا فغير طريقتك وأبدع أو انتقل لهدف آخر إذا صار هدفك مستحيل التحقيق ولا تصدقوا من يقول: (لا شيء مستحيل) فهم يعيشون في الأوهام، وحتى لو لم يكن الهدف مستحيلاً فقد يكون الجهد المبذول لتحقيقه أكبر من النتائج المتوقع تحقيقها وعندها لا يستحق الهدف أن تستمر في محاولة تحقيقه.
نعم: تفاءلوا، واجتهدوا، وادعو الله ﷻ ولا تعيشوا في الأوهام.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الإسلام ببساطة و “الملائكة والجن” من عالم الغيب
و الشريعة الإسلامية – مقاصدها وخصائصها
يقولون إنّ قانون الجذب ليس أمراً خيالياً، وإنّما يقف العلم خلفه، ويمكن القول أنّه حتى وإن لم يفهم المرء حقائق الفيزياء الكمية، فإنه لا مانع من أن يستفيد من قانون الجذب ومعرفة مدى دور العقل في تشكيل حياة الفرد والعالم من حوله، ولاستخدام قانون الجذب وتطبيقه يمكن اتّباع الآتي:
1. جعل العقل يستريح ويسترخي لفترة 5 إلى 10 دقائق
2. التأكُّد من الأمور المرغوب بها والتي يُراد تحقيقها،
3. تقديم الطلب إلى الكون، ويتجلّى ذلك في نظر المرء إلى الشيء المرغوب به على أنّه ملكه.
4. تدوين الأماني والأمور المراد تحقيقها، وتجنُّب استخدام صيغة النفي، ويُفضّل استخدام الصيغة الإيجابية
5. الاستشعار بتحقيق الأمنية أو الهدف المرجو؛ حيثُ يجب على المرء أن يتصرّف وكأنه يحصل على ما يريد.
6. كن في حالة امتنان: لابد من امتنان المرء لما يحصل عليه أو ما يريد الحصول عليه،
7. الثقة بالقدرة على الوصول إلى الهدف المرجوّ وتحقيقه والتحلي بالصبر مع المثابرة،
يرفض الشرع هذا القانون لأن عقيدة الإسلام هي عقيدة التَّوحيد: قال الله تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ النحل: 17،
وقال جل من قائل: ﴿أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ الرعد:16، هل يوجد شركاءُ لله خلقوا كخلقه حتى يتشابه الخلق؟ ويتشابه الأمر على النَّاس؟
ومن الذي يملك الضُّرَّ والنَّفع والخلقَ؟ اللهُ جل جلاله، وأمَّا النَّاس والمخاليق، ﴿لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ ﴿وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا﴾ الفرقان:3
ثم إن محاولة أسلمة قانون الجذب هذا محاولاتٌ فاشلةٌ؛ لأنَّه هو قانونٌ كفريٌّ وقد سبق وأن بيَّنا أنَّه لا يمكن يرتقي إلى مستوى أن هي مجموعةُ فرضياتٍ، لا يمكن ترتقي إلى نظريةٍ فضلاً على أن ترتقي إلى قانون،
• لا شك أن هذا الكلام مصادم للعلوم التجريبية وبديهة العقل، وأن اعتقاده أو العمل بأفكاره مصادم للشرع.
أما مصادمته للشرع، فلأن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض، ورتب الرزق على بذل الأسباب، وليس على الأماني والخيالات، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ُ﴾ الملك/15
• وأما مصادمته للعقل فلأن الاعتماد على الأماني والأحلام يعني خراب العالم، وتعطل مصالح أهله، وإهدار ما أنجزته البشرية خلال قرون من معارف وعلوم وحضارات، إذ مقتضى هذه النظرية، أن المريض لا يطلب الدواء ولا يحتاج إليه، والناس لا يحتاجون إلى مهندسين وبنائين وعمال، فما على المحتاج إلا أن يفكر تفكير إيجابياً فيما يريد، ثم يطلب من الكون - عياذا بالله - تحقيق مراده، دون عمل أو بذل
• وأصحاب هذه الدعوة يتناقضون حين يقولون للمريض المشرف على الموت لا تتوقف عن الدواء، وإلا فمقتضى فكرتهم ترك التداوي وإغلاق المستشفيات، وتحويل كليات الطب إلى مقاعد للتفكير والاسترخاء لطلب الأماني والأحلام أو ما يسمونه الأفكار الايجابية.
لقانون الجذب خطوات أربع:
1. الطلب: عن طريق الأفكار، من خلال توقع حصول الشيء، ثم عن طريق المشاعر من خلال عَيْش الطلب كأنه واقع قد تحقق.
2. الجواب: وهو شيء يحدث من الكون في كل مرة يتم الطلب فيها (وهو أمر عائد للكون لا علاقة له بالشخص)
3. الاستقبال: أي موازاة الشخص نفسه على تردد ما يريد. وهي إشارة للكون انه فرِح بهذا الشيء.
4. الأفكار: عبارة عن ترددات تخرج من العقل البشري، كل فكرة لها تردد ويمكن قياسها، فكل مرة يتم التفكير فيها يرسل تردد ينطلق إلى الكون، ويعود إلى الشخص الذي فكر لكي يتحقق ما طلبه. وتأثير المشاعر أقوى من تأثير الأفكار.
لمعرفة ما إذا كان قانون الجذب حرام أم لا، يجب أن نتفهم المفهوم الفقهي للحرمة في الإسلام.
يعتبر الأمر حرام عندما يتعارض مع نصوص شرعية صريحة من القرآن الكريم أو السنة النبوية. بالنسبة لقانون الجذب، فلا يوجد نص ديني صريح يدل على حرمته.
ولذلك، يمكن القول أن قانون الجذب ليس حرام في حد ذاته.
قانون الجذب هو موضوع لا يخلو من الجدل. بعض الناس يعتقدون أنه مجرد خيال وأسطورة، في حين يؤمن آخرون بأنه حقيقة علمية ودينية وتاريخية. هناك من يفهم القانون خطأ ويعتقد أن تطبيقه مع السعي يحقق المطلوب، لكن بالحقيقة قانون الجذب يعمل ببساطة بغض النظر عن الجهود المبذولة. إذا قمت بتعزيز اعتقاداتك الإيجابية وتركزت على ما ترغب به، ستشهد تحقيق أمانيك بشكل متكرر. لذا فمن المهم الوثوق بالقانون والتحلي بالصبر والإيمان بأنه سيساعدك في تحقيق أحلامك. هل قانون الجذب حقيقي؟ كل شخص له رأيه الخاص في هذا الموضوع، فلتكن متفتحًا تجاهه وابحث عن الحقيقة بنفسك.