أصحمة النجاشي – ملك ابن ملك – الملك الذي لا يظلم عنده أحد
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - قصص التابعين - جديدنا

روائع قصص التابعين ومواقفهم العظيمة، تقدم لنا عبر ونماذج نقتدي بها على مدى الزمان، من هؤلاء العظماء “النجاشي” أصحمة بن أبحر ملك الحبشة، يعدُّ من التابعين رغم أنه عاصر رسول الله ﷺ وراسله ولكنه لم يره ولم يلتقي به، صلى عليه رسول الله ﷺ صلاة الغاب لمّا مات، تقول عنه السيدة عائشة: (لمّا مات النجاشي؛ كنا نتحدث أنه لا يزال على قبره نور).

النجاشي وصراع الملك

من هو النجاشي ؟

والد أصحمة كان ملكًا على الحبشة ولا ولد له سواه، فتشاورت حاشيته في مسألة الحكم: ملكهم كبير السنّ، وابنه لا يزال صغيرًا، فوجدوا أن مصلحة البلاد تقتضي التخلصّ منه، فقتلوه وولوا أخاه الذي له 12 ولد، فنشأ أصحمة في كنف عمّه، فلمًا كبر برز بين العائلة الحاكمة فكان أذكاهم وأحزمهم، فأحبّه عمُّه وفضله على أبنائه.

خشي سادة الحبشة من أن يؤول الأمر إليه، فكلًموا عمه فقالوا: (أيها الملك، إنا لا تطيب نفوسنا وتطيب قلوبنا إلا إذا قتلت أصحمة أو أخرجته من بين أظهرنا، فهو قد شبّ ونخشى أن ينتقم منا جزاء قتلنا أباه)، فقال لهم الملك: (بئس القوم أنتم، قتلتم أباه بالأمس وتريدون قتله اليوم!)، فلم يزالوا به حتى أبعده مكرهًا.

 

أصحمة النجاشي

لم يمضي يوم على إبعاد أصحمة حتى اضطربت السماء؛ فامتلأت بالغيوم وهاجت العواصف، ونزلت الصواعق وأصابت إحداها الملك عمّ أصحمة فمات من فوره، فذهب السادة والأعيان لأبنائه فلم يجدوا بينهم من يصلح للملك، ثم تعرّضت الحبشة للغزو من دولة مجاورة لهم، فاجتمع الأعيان وأقرّوا أنه لا يصلح شأنهم إلا إعادة أصحمة، فخرجوا يطلبوه حتى أعادوه وعينوه ملكًا، وأصبح أصحمة نجاشي الحبشة -لقب يطلق على ملك الحبشة-.

 

النجاشي ملك عادل

أدار الأصحمة النجاشي البلاد بحكمة واقتدار، وصمد أمام الأعداء وردهم عنها، وملأ الحبشة عدلًا وخيرًا بعد أن ملأت ظلمًا وشرّا، وفي هذه الأثناء وفي مكة المكرمة بعث رسول الله ﷺ بدين الحق الإسلام، وتعرّض المؤمنون للأذى والتضييق من قريش.

هجرة المسلمين إلى الحبشة

هنا دعا رسول الله أصحابه للهجرة إلى الحبشة: فرارًا من الأذى من جهة، ولمسألة استراتيجية وهي أنّ الفرس كقوة عظمى اشتدّ أمرها خلال هذه الفترة، فسيطرت على شمال الجزيرة والشام حتى اليمن، فأراد رسول الله ﷺ أن يفتج جبهة بعيدة عن سيطرتهم في الغرب، وكان بين المهاجرين صحابة من أشراف قومهم يأمنون الاضطهاد أمثال: عثمان بن عفان، وجعفر بن أبي طالب.

 

شهادة النبي ﷺ بعدل النجاشي

فقال رسول الله ﷺ: «إنّ في أرض الحبشة ملكًا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده ولوذوا بحماه، حتى يجعل الله من أمركم فرجًا، ويهيئ لكم من ضيقكم مخرجًا»، فخرج المؤمنون وعلى رأسهم أول من هاجر بأهله إلى الله تعالى بعد لوط عليه السلام: عثمان بن عفان مع زوجته رقية بنت رسول الله ﷺ، وتتابع المسلمون حتى بلغ عددهم 82 في الحبشة، وعاشوا مطمئنين آمنين، ولكنهم لم يلتقوا بالنجاشي أوّل أمرهم.

 

قريش تطارد المؤمنين عند النجاشي

أحسّت قريش بخطر المسلمين في الحبشة فأرسلت رجلين من أفذاذها، أحدهما واحد من دهاة العرب الأربعة:

  1. عمرو بن العاص.
  2. معاوية بن أبي صفيان.
  3. زياد بن أبيه.
  4. المغيرة بن شعبة.

 

تدبير عمرو بن العاص للقاء النجاشي

فخرج عمرو بن العاص يصحبه عبد الله بن أبي ربيعة، وأخذا معهما الهدايا التي يحبها النجاشي وحاشيته، ثم إنهما التقيا أعيان وبطارقة الحبشة ودفعوا إليهم بالهدايا وقالا: (إنه قد حلّ بأرضكم غلمان من سفهائنا، تركوا دين آبائنا وأجدادنا ومزّقوا كلمة قومهم، فإذا كلمنا الملك في أمرهم: فأشيروا عليه أنْ يسلمهم لنا دون أن يسألهم، فنحن من أشراف قومهم وأعلم بما يدينون)، فوافقوا على ذلك.

 

حوار النجاشي مع كفار قريش

استأذن عمرو وعبد الله على النجاشي فرحب بهما، فقد كان بين النجاشي وعمر ودّ سابق، ثم قدّم له الهدايا، ثم قال له: (أيها الملك، إنّه قد آوى إلى مملكتك نفر من أشرار غلماننا، فارقوا ديننا ولم يدخلوا في دينك، وجاؤوا بدين لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعث أشراف قومنا يرجونك أنْ تردهم؛ فهم أعلم بهم وبما أحدثوه من فتنة).

التفت النجاشي إلى البطارقة والأعيان، فقالوا: (صدقا أيها الملك، فإننا لا نعرف دينهم هذا الذي استحدثوه وقومهم أدرى بهم منا)، ففكر النجاشي ثم قال: (لا والله، لا أسلمهم لأحد حتى أسمع كلامهم، وأقف على أمرهم، فإن كانوا على شرّ: أسلمتهم لقومهم، وإن كانوا على خير: حميتهم وأحسنت جوارهم ما داموا في بلادي، ثم أضاف قائلًا: والله إني لا أنسى فضل الله عليّ، فقد ردّني إلى أرضي وحماني من كيد الكائدين لي).

 

المؤمنون أمام النجاشي

وصل الخبر للمسلمين في الحبشة فخافوا الفتنة على دينهم، ثم أجمعوا على صدقه وليكن ما يكون، فجاؤوا إلى النجاشي يقودهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فدخلوا عليه، وعمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة والبطارقة بين يده، فسلموا، فقال عمرو: (ما لكم لا تسجدون للملك؟)، فقالوا: (إنا لا نسجد إلا لله)، فأعجب النجاشي وسألهم عن دينهم.

 

جعفر بن أبي طالب يكلم النجاشي

فقام جعفر وقال: (أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.

فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدَا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألاَّ نظلم عندك أيها الملك.

 

النجاشي يسمع القرآن الكريم

كان النجاشي رجلًا عاقلًا عالمًا بدينه، فقال لجعفر: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟

فقرأ عليه آيات من سورة مريم فيها قصة نبي الله زكريا: {كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}، ثم أتبعها بقصة مريم عليها السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا}، فبكى النجاشي والأساقفة من حوله حتى بللوا مصاحفهم.

عندها التفت النجاشي إلى عمرو وقال: (إنّ هذا والذي جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة، والله لا أسلمهم إليكما أبدًا)، فانفض المجلس، وخرج عمرو متغيّظًا فقال لعبد الله: (والله لألقين النجاشي غدًا، ولأحدّثنه عنهم حديثًا يقضي عليهم)، فقال عبد الله: (لا تفعل يا عمرو، فإنّ لنا فيهم أرحامًا وإنْ كانوا قد خالفونا).

 

إسلام النجاشي

لم يستسلم وأصرّ عمرو بن العاص ودخل على النجاشي، فقال: (أيها الملك قد أسمعوك بالأمس شيئًا وأخفوا شيئًا، فهم يقولون عن عيسى بن مريم أنه عبد)، فاستدعاهم النجاشي وسألهم عن قولهم في عيسى عليه السلام،

فتابع جعفر قوله تعالى في سورة مريم: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}.

 

النجاشي يسلم والحبشة تضطرب

قال جعفر عن المسيح: إنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، وهذا الكلام يخالف عقيدة النصارى، فلما سمعه النجاشي أخذ عودًا، وقال: (والله ما تجاوز عيسى عمّا قلت هذا العرجون)، فضجّ البطارقة غضبًا، فالتفت إليهم النجاشي وقال: وإنْ غضبتم، هذا هو الحق، ثم قال لجعفر: (اذهبوا فأنتم آمنون في أرضي، من نال منكم غرم، والله ما أحبُّ أنْ أُعطى جبلًا من ذهب وأوذي أحدًا منكم)، ثم قال لحجّابه: (ردّوا على عمرو وصاحبه هداياهما فلا حاجة لنا بها، إنّ الله ما أخذ منّي رشوة حين ردّني إلى ملكي).

 

نجاح النجاشي في القضاء على الفتن

تحرّك الأساقفة يشيعون بين الناس أنّ النجاشي قد ارتدّ عن دينه، فأرسل لجعفر ومن معه سفنًا لينجوا بها إنْ هزم أمام هذا الاضطراب ضدّه، ثم أتى برقاع وكتب فيه: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبد ورسوله، وأشهد انّ عيسى عبده ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم)، ثم طواه وجعله في صدره ولبس فوقه ملابس الملك، ودعا البطارقة والأعيان فقال: كيف سيرتي فيكم؟

قالوا: خيرُ سيرة، غير أنك فارقت ديننا، وزعمت أنّ عيسى عبد، فقال: ما تقولون أنتم فيه؟ فقالوا: ابن الله، فوضع النجاشي يده على صدره حيث الرقاع، وقال: (وأنا أشهد أن عيسى لم يزد على هذا شيئًا)، فهدأوا وانفضوا راضين.

ثم استغل ابن عمّه الفرصة وحشد لقتاله الناس المتشككين في أمره، والتقى الطرفان في معركة انتصر فيها النجاشي، ولكنه بسبب هذه الأحداث اضطر إلى أمرين:

  • أخفى إسلامه عن الناس فلم يعلنه.
  • طلب من المسلمين عدم الدعوة لدينهم في الحبشة.

 

رسالة الرسول ﷺ إلى النجاشي

رسالة دعوة إلى الله تعالى

وصلت أخبار النجاشي لرسول الله ﷺ، وكان بينهما مراسلات بسببها عدّه بعض العلماء من الصحابة، ولمّا راسل النبي ﷺ الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام، أرسل إلى النجاشي بكتاب يحمله الصحابي عمرو بن أمية الضمري، فاستقبله النجاشي وأكرمه وقرأ الكتاب وأعلن له بإسلامه، وقال: (لو كنت أستطيع أنْ آتي رسول الله ﷺ لذهبت إليه، وغسلت رجليه)، ثم كتب لرسول الله رسالة يجيبه فيها على دعوته، ويعلن له عن إيمانه السابق والحالي بنبوته.

 

رسالة وكالة بالزواج

بعدها أخرج عمرو بن أمية كتابًا آخر من رسول الله إلى النجاشي، يطلب منه أن يزوّجه رملة بنت أبي سفيان أم حبيبة، التي هاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله بن حجش فتنصّر وارتدّ عن الإسلام وتوفي هناك، فجاءتها وصيفة النجاشي تخبرها بطلب رسول الله ﷺ لها للزواج، فطارت فرحًا بذلك ووكلت قريبها سيدنا خالد بن سعيد رضي الله عنه بأمر الزواج،

فدعاها النجاشي إلى قصره مع المسلمين المهاجرين وأعطاها مهرًا نيابة عن رسول الله ﷺ 400 دينار ذهبي، وأهداها نفيس الهدايا والطيب وأرسلها مع المؤمنين على سفينتين إلى رسول الله ﷺ معهم هدايا له، بينها 3 عصي فاخرة، أخذ رسول الله ﷺ إحداها، وأعطى الثانية لعلي بن أبي طالب، والثالثة لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

 

وفاة النجاشي

قبيل فتح مكة توفي النجاشي رحمه الله، ودعا النبي ﷺ الصحابة الكرام وقال: «إنّ أخاكم أصحمة النجاشي قد توفي فصلوا عليه»، وأمّهم النبي ﷺ في صلاة الغائب عليه، وما صلاها النبي ﷺ على أحد قبله ولا بعده، فسنّت بوفاته هذه السنة، رضي الله عنه وجعل جنّات الخلد مأواه:

  • فقد قوّى المسلمين من ضعف، وآمنهم من خوف، مبتغيًا مرضات الله ورسوله.
  • وأسلم مواجهًا الأخطار.

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.

كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات

قصص الصحابة و أم حبيبة و السيرة النبوية

 

الأسئلة الشائعة

هل النجاشي من الصحابة؟

يعد النجاشي من التابعين رغم أنه عاصر رسول الله ﷺ وراسله ولكنه لم يره ولم يلتقي به.

ماذا قال الرسول عن النجاشي؟

قال رسول الله ﷺ: عن النجاشي «إنّ في أرض الحبشة ملكًا لا يظلم عنده أحد، فالحقوا ببلاده ولوذوا بحماه، حتى يجعل الله من أمركم فرجًا، ويهيئ لكم من ضيقكم مخرجًا».

بماذا أجاب النجاشي عمرو بن العاص؟

طلب عمرو بن العاص من النجاشي تسليم المؤمنين الذين هاجروا إلى الحبشة دون أن يستمع لهم، فأجابه: (لا والله، لا أسلمهم لأحد حتى أسمع كلامهم، وأقف على أمرهم، فإن كانوا على شرّ: أسلمتهم لقومهم، وإن كانوا على خير: حميتهم وأحسنت جوارهم ما داموا في بلادي، ثم أضاف قائلًا: والله إني لا أنسى فضل الله عليّ، فقد ردّني إلى أرضي وحماني من كيد الكائدين لي).

ماذا فعل النجاشي عندما سمع القرآن؟

سمع النجاشي آيات من سورة مريم على لسان جعفر بن أبي طالب، فبكى والأساقفة من حوله حتى بللوا مصاحفهم، عندها التفت النجاشي إلى عمرو وقال: (إنّ هذا والذي جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة، والله لا أسلمهم إليكما أبدًا)

ما الصلاة التي كانت بسبب النجاشي؟

قبيل فتح مكة توفي النجاشي رحمه الله، ودعا النبي ﷺ الصحابة الكرام وقال: «إنّ أخاكم أصحمة النجاشي قد توفي فصلوا عليه»، وأمّهم النبي ﷺ في صلاة الغائب عليه، وما صلاها النبي ﷺ على أحد قبله ولا بعده، فسنّت بوفاته هذه السنة.

هل النجاشي كان مسلما؟

تحرّك الأساقفة يشيعون بين الناس أنّ النجاشي قد ارتدّ عن دينه، فأرسل لجعفر ومن معه سفنًا لينجوا بها إنْ هزم أمام هذا الاضطراب ضدّه، ثم أتى برقاع وكتب فيه: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبد ورسوله، وأشهد انّ عيسى عبده ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم)، ثم طواه وجعله في صدره ولبس فوقه ملابس الملك، ودعا البطارقة والأعيان فقال: كيف سيرتي فيكم؟

اترك تعليقاً