
الاتجاهات الحديثة في تطوير الإدارة العامة
شهد العقد الماضي انفجاراً في المفاهيم الإدارية، بهدف التعامل مع المتغيرات العالمية التي تؤثر على…
اقرأ المزيدأمتُنا الإسلاميّة غنية بالرجال العظام، المبدعين والقدوات في كل ميدان، نقفُ لنتعرّف على أحدِ هؤلاء القامات، إنهُ ابن سينا الشيخ الرئيس، أميرُ الأطباء، أبو الطبّ الحديث، جالينوس الإسلام.
قال عنهُ “جورج ساتون”: “إن ابن سينا ظاهرةٌ فكريّة عظيمة ربما لا نجدُ من يساويهِ في ذكائه أو نشاطه الإنتاجي”.. “إن فكرَ ابن سينا يُمثلُ المثلَ الأعلى للفلسفة في القرونِ الوسطى”
هو أبو عَلْي الحُسَيْنَ بن عَبد الله بن الحسَنَ بن عَلْي بن سِينَا، ولدَ سنةَ 370هـ من أسرة فارسيّة الأصل، والدهُ وأخاهُ كانا يتّبعان فرقة الإسماعيليّة ( أصل الدولة الفاطمية )، لكن ابنَ سينا لم يقبل هذا المذهب.
ابن سينا، المعروف أيضًا بالشيخ الرئيس، عاش في مدينة إصفهان في إيران. إصفهان كانت مكانًا حيويًا للعلم والفلسفة في ذلك الوقت وكانت مركزًا حضريًا مهمًا في العصور الوسطى. ابن سينا وُلد في عام 980 ميلاديًا وعاش حتى عام 1037 ميلاديًا. وقد أسهم بشكل كبير في التطورات العلمية والفلسفية والطبية في عصوره، وله تأثير كبير على الطب والفلسفة الغربية أيضًا.
( ثم توفَّرت على العلم والقراءة، فأعدت قراءة المنطق، وجميع أجزاء الفلسفة، لم أنم ليلة بطولها، ولا اشتغلت نهاراً بغير العلم، وجمعت ما استطعت أن أجمع من هذه الكتب بين يدي، وكان قد عصى علي فهم كتاب “ما وراء الطبيعة” الذي ألفه أرسطو، قرأته (40 مرة) حتى يئست من فهمه.
ثم قرأت كتاب الفارابي” أغراض ما بعد الطبيعة” ففهمت مقصدَ أرسطو)، وهنا لطيفة لابدَ من ذكرها:( كلٌ ميسر لما خُلقَ له )، الفارابي خُلِق ليبدع في الفلسفة، وتفوقَ على أساطينِ الفن وتفوق على أرسطو، وابن سينا خُلِق ليبدعَ في الطب، رغمَ اشتهارِه بالفلسفة.
كان لهُ منهج عجيب إذا استعصى عليهِ شيء، يقولُ ابن سينا🙁 كنتُ إذا تحيًّرت في مسألةٍ، ولم أجد لها حلاً؟ ترددتُ إلى المسجد، وصليتُ وابتهلت إلى مبدع الكون، حتى فتُح لي المغلق، ويسَّر لي المُعسر).
حدثت اضطراباتٌ سياسيّة سُجن على إثرها ابن سينا، لقُربِه من الأمير نوح بن منصور، ثم خرجَ ابن سينا من السجن وتوارى عن الأنظارِ، في بيتِ صديقهِ ابن غالبِ العطّار، وفي هذه الفترة من الخَلوة المفروضة عليهِ صنَّف الكثيرَ من الكُتب.
شخصيةُ ابن سينا جادة، تقبلُ التحدي، لا يستسلم، وعندهُ استعداد للخَوض في أعمقِ القضايا، وهذه من صفاتِ الإبداع، حدثت بينهُ وبينَ أبو منصور الجبائي مناظرة في اللغةِ العربيّة، تبيَّن له على إثرها ضعفهُ في اللغة العربية، فعكفَ على تعلّم اللغةِ العربيّة (3سنوات) فأتقنها إتقاناً شديداً.
اشتغلَ الشيخُ الرئيس في علمِ الأرصاد (8 سنوات)، استطاعَ فيها أن يتعرّف على كل ما كتبَ بطليموس، فكتبَ كتاب (الإنصاف في الأرصاد) وكتبهُ بوقتٍ قياسيّ جداً.
لما نبغَ ابنُ سينا في الطب قامَ بعلاجِ المرضى تأدياً وبالمجَان، لا تَكَسُّباً أو لجمعِ المال، وذلك حُبًا للخير والاستفادة بالعلمِ، فزكاةُ هذا العلم بذلهُ للناس، وبدأت شهرتُه تزداد.
وأخذ يُعالج أمراضاً ما استطاعَ أحدٌ علاجها، وقد حصلَ على فرصةٍ عظيمة عندما نجحَ في علاجِ الأميرِ منصور بن نوح الساماني، فعالجهُ من مرضٍ عجِز عنهُ مشاهيرُ الأطباء، فنالَ بذلكَ شهرةً عظيمةً،
فقرّبه منصور، وفتحَ لهُ أبوابَ مكتبتِه، وكانت تزخرُ بنفائسِ الكُتب والمجلدات والمخطوطات، فأقبلَ عليهِ ابن سينا يقرأُها كتاباً بعد كتاب، ثم ماتَ الأميرُ نوح فتولى ابنهُ نوح الحُكم وأكرمَ ابن سينا وقربهُ منه أيضاً.
فكانَ ابن سينا يعيشُ في استقرارٍ نفسيّ وماديّ فانعكسَ إيجاباً على إنتاجهِ، فتبوأ مكاناً مرموقاً في العلم، وأضاف الكثير إلى علوم الطب والنفس، وكتب في الطبيعيات والهندسة والرياضيات و الكيمياء وغيرها..
اعتمدَ على الملاحظةِ، والتجّربة، والاستفادةِ من تجاربِ مَن سبقُوه.
ويحسب له أنه أول من تكلم في:
رغمَ هذه الموسوعيّة في العلوم عنده، لكن تميزهُ كانَ أنهُ طبيبُ عصرهِ الأول، ولما ترجمت كتبهُ أصبحَ طبيباً عالمياً على مدى (400 سنة)، كما أنَّ أشهرَ كتاب في الطب هو كتابهُ القانون، الذي أصبحَ أحد مراجع الجامعات في أوروبا، كانَ كتاب القانون لابن سينا والمنصوري للرازي، كانا يُعتبران مرجعاً أساسياً لجامعتيّ فيينا وفرانكفورت، إلى نهاية القرن السادس عشر.
لأن العقاقير لها علاقةٌ بالكمياء، كان لابن سينا دور ٌرائدٌ في علم الكيمياء الدقيق، فاهتمَ بالمعادنِ مثلَ صاحبه جابر بن حيان، وسلك في تكوينِ المعادن مسلكاً خاصاً به، فقامَ بصناعةِ العقاقير والأدوية.
كانَ عالماً من علماءِ التربية، ولهُ الكثير من الآراء التربوية أشارَ إليها في العديد من الكتبِ التي كتبها، ومعظم آراؤه التربويّة موجودة في كتاب (السياسة)، ويُقصد به سياسة تربيةِ الأطفال، وفيهِ أنّ التربية لا تقتصر على مرحلةٍ واحدة، فهي شاملة منذ لحظة ولادتهِ، حتى زواجه وانخراطه في الحياة.
ويهتمُ بوحدةِ الشخصيّة الإنسانيّة، وتكاملها العقلي والجسدي والانفعالي، وهذه النظريات التربويّة عند ابن سينا تبلورت من فهمه لدين الإسلام وفهمهِ للكتاب والسنة، وفهمهِ للفلسفة اليونانيّة، وحرص على تدعيمِ آرائهِ بمبررات طبيّة ونفسيّة وفلسفيذة.
من كتبه:
صنَّف ابن سينا كُتب كثيرة، كل كتاب كان كفيلاً أن يضع ابن سينا في مصاف العلماء والحكماء، دوَّن أكثر من (100كتاب)، وكثير من كتبه ترجمت إلى اللاتينية وطبعت إلى كل اللغات تقريباً، وكتابه الشفاء موسوعة في العلم، ودائرة في المعارف في (18 مجلد)، في جامعة أكسفورد نسخة كاملة أصلية من هذا الكتاب.
ما فترت همة الشيخ الرئيس في طلب العلم وبذله طوال حياته، بل كان يعطي عطاءاً بلا توقف، حتى أصاب جسده المرض واعتل، قيل أنَّه كان يمرض أسبوعاً ويبرأ أسبوع، حتى اشتدَّ مرضه وعلم أنَّه لا فائدة من العلاج.
رغم محاولة الأطباء لعلاجه، لكنه أخبرهم أنَ مرضه ليس له علاج، فأهمل نفسه وقال:(إن المدبِّر الذي عجز عن تدبير بدنه، لا تنفع معه المحاولة)، فاستسلم للأمراض حتى مات سنة (428 هـ) رحمه الله تعالى.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
قصص الصحابة و الأئمة الأربعة و قصص التابعين
عندما بدأَ في دراسةِ الطب كان عمرهُ (16 عاماً)، وخلالَ فترةٍ وجيزةٍ صار أستاذاً في علم الطِّب.
يجيب عن نفسه فيقول: ق:( كنتُ إذا تحيًّرت في مسألةٍ، ولم أجد لها حلاً؟ ترددتُ إلى المسجد، وصليتُ وابتهلت إلى مبدع الكون، حتى فتُح لي المغلق، ويسَّر لي المُعسر).
هو أولُ من اكتشفَ عدوى الأمراض، وفَهِم طبيعة الأمراض المُعدية وكيفية انتقالها.
هو أولُ من وصفَ التهابَ السحايا.
هو أولُ من اكتشفَ الدودة المستديرة، قبل الطبيب الإيطالي بأكثر من ( 800 سنة).
هو أولُ من وصفَ مرضَ الجمرة الخبيثة، الذي يستعمل في الإرهاب الآن.
أولُ من تحدث بشكلٍ دقيق عن السكتة الدماغية، الذي يُطلق عليه الموت الفجائي.
اكتشفَ مجموعة من العقاقير المُنشطة لحركةِ القلب، واكتشفَ أنواعاً من المرقدات (بعض أنواع التخدير، التي تعطى للمرض قبل العملية الجراحية).
من أوائلِ العلماء المسلمين الذينَ اهتموا بالعلاجِ النفسيّ، ورصدَ أثرَ هذا العلاج على الآلام العصبية.
تكلمَ بتفصيلٍ عن أمراضِ العشق وأثرها على الإنسان
هو الذي اكتشفَ أنَّ الضوءَ أسرعُ من الصوت.
تكلّم عن علاقةِ السمع وتموجِ الهواء، فلولا تموجُ الهواء لم يكُن للصوتِ أن ينتقلض، ولما حصل الاستماع للكلام.
اخترعَ آلةً لقياسِ الأطوال الدقيقة بدقة متناهيّة.
المختصر الأوسط في المنطق – المبدأ والمعاد – الأرصاد الفلكية – ويُعًدُّ كتاب القانون من أشهر كتب الطب في التاريخ
لا، ابن سينا لم يُعتبر كافرًا. كان عالمًا مسلمًا وفيلسوفًا مشهورًا في العصور الوسطى.
ابن سينا كان إنسانًا مسلمًا ولكنه لم يكن معروفًا بانتمائه الشيعي أو السني بل كان فيلسوفًا وعالمًا في ميدان الفلسفة والطب.
ابن سينا كتب العديد من الأعمال الفلسفية والطبية، وتناول فيها قضايا اللاهوت والله بشكل فلسفي، وعبر عن مفهوم الله ككائن ضروري ومطلق الوجود.
لا يتوفر الكثير من المعلومات حول مدى اهتمام ابن سينا بالصلاة في سجلاته التاريخية، لكنه كان عالمًا مسلمًا ومن الممكن أنه كان يؤدي الصلاة ويتبع الشعائر الدينية الإسلامية، ولكن هذا ليس موضوعًا محددًا في أعماله.