إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن
قصص الأنبياء فيها العِبر والقدوات، نعتبرُ بما حدثَ للأممِ قبلَنا ونأخذُ منهُم الدروسَ، ونتعلمُ من…
اقرأ المزيدقد يسبقُ الإنسان بالإنفاقِ والصدقة مَن تفرّغ لقيامِ الليل والعبادة، ليسَ تقليلًا من مكانةِ العابد ولكنّ المُنفق ينفعُ نفسه وينفعُ الناسَ من حولِه، والصحابةَ الكرام والتابعينَ لهُم بإحسان كانوا يتفننونَ في الإحسان،
ولعلّ أبرزَ ما تفننوا فيهِ هو (الوقف)، والوقف واحدٌ من أهمّ أشكالِ الصدقة، والمسلمون تفننوا فيهِ حتى أنشأوا “وقف الصحون”: فيه يقدّمون الأطباق بدل الصحون التي كسرها مِن الأولادِ والخدم دون قصد؛ حتى لا يُعاقِبهم آبائهُم وأسيادهُم.
الوقف مشروعٌ دائمٌ في الأرباحِ والنفقات والصدقات إلى يومِ القيامة، يقومُ صاحبُهُ بجعلِ الأصل لله وينفقُ ثمارهُ وما ينتجُ عنهُ في سبيلِ الله تعالى، طبعًا يجوزُ لصاحبِ الوقفِ أنْ يأكُل منه ويُطعم ضيوفَه، ولكن لا يستطيع أنْ يتموّل منه فيجعلُهُ مصدرًا للكسب.
وهو في اللغة: بمعنى الحبس، وقفت الدابة أي حبستها، وفي الاصطلاح: حبسَ عينُ المملوك والتصدّق بالمنفعة منه.
يعدّ الوقف من السُنن المؤكدة في الإنفاق في سبيلِ الله، ودلّ عليه:
قال تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب: أَنْ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ أصابَ أرْضًا بخَيْبَرَ، فأتَى النبيَّ ﷺ يَسْتَأْمِرُهُ فيها، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي أصَبْتُ أرْضًا بخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مالًا قَطُّ أنْفَسَ عِندِي منه، فَما تَأْمُرُ بهِ؟
قالَ: «إنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أصْلَها جعلته وقفًا لله-، وتَصَدَّقْتَ بها -بما يخرج من ثمارها-»، قالَ: فَتَصَدَّقَ بها عُمَرُ، أنَّه لا يُباعُ ولا يُوهَبُ ولا يُورَثُ، وتَصَدَّقَ بها في الفُقَراءِ، وفي القُرْبَى وفي الرِّقابِ، وفي سَبيلِ اللَّهِ، وابْنِ السَّبِيلِ، والضَّيْفِ لا جُناحَ علَى مَن ولِيَها أنْ يَأْكُلَ مِنْها بالمَعروفِ، ويُطْعِمَ غيرَ مُتَمَوِّلٍ.
وهو واحد من أبواب الصدقة الجارية: روى أبو هريرة عن رسول الله ﷺ قال: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له».
عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ المَدِينَةَ أمَرَ بِبِنَاءِ المَسْجِدِ، وَقَالَ: «يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا». قَالُوا: لا وَالله، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلا إِلَى الله.
عَنْ أبِي عَبْدِالرَّحْمَنِ أنَّ عُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ اللهُ عَنهُ حِينَ حُوصِرَ، أشْرَفَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: أنْشُدُكُمُ اللهَ، وَلا أنْشُدُ إِلا أصْحَابَ النَّبِيِّ ﷺ، ألَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ حَفَرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ». فَحَفَرْتُهَا، ألَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّهُ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ». فَجَهَّزْتُهُ، قَالَ: فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ.
هو ما يكون قائمٌ على تقديم المنفعة العامة: المساجد، والمشافي، والأراضي.
هو ما يكون في أصله على جهة خيرية معينة: في أوجه البر والخير وتقديم المنفعة للغير.
هو ما يكون الواقف قد وقفه على ذريته: فإن لم يتبقَّ من الأسرة أحد صار وقفًا خيريًا.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
الوعي ومفهومه وفوائده و ما هو الإبداع؟ وما هي مهاراته وأنواعه؟
الوقف مشروعٌ دائمٌ في الأرباحِ والنفقات والصدقات إلى يومِ القيامة، يقومُ صاحبُهُ بجعلِ الأصل لله وينفقُ ثمارهُ وما ينتجُ عنهُ في سبيلِ الله تعالى، طبعًا يجوزُ لصاحبِ الوقفِ أنْ يأكُل منه ويُطعم ضيوفَه، ولكن لا يستطيع أنْ يتموّل منه فيجعلُهُ مصدرًا للكسب.
وهو في اللغة: بمعنى الحبس، وقفت الدابة أي حبستها، وفي الاصطلاح: حبسَ عينُ المملوك والتصدّق بالمنفعة منه.
الوقف التام
هو ما يكون قائمٌ على تقديم المنفعة العامة: المساجد، والمشافي، والأراضي.
الوقف الخيري
هو ما يكون في أصله على جهة خيرية معينة: في أوجه البر والخير وتقديم المنفعة للغير.
الوقف الذري
هو ما يكون الواقف قد وقفه على ذريته: فإن لم يتبقَّ من الأسرة أحد صار وقفًا خيريًا.
الواقف: أهلًا للتبرع، مالكًا لما سيوقفه.
الموقوف: مالًا متقوَّمًا، معلومًا، مملوكًا للواقف.
الوقف عينًا: معلومة يمكن الانتفاع بها مع بقاء عينها.
الوقف على بر: كالمساجد، والقناطر، والأقارب، والفقراء.
الوقف على معين: من جهة كمسجد كذا، أو صنف كالفقراء، أو شخص كزيد مثلا.
الوقف: مؤبدًا غير مؤقت، منجّزًا غير معلق، إلا إذا علّقه بموته فيصح ويكون وصية.
المسجد النبوي
عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضيَ اللهُ عَنهُ قالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ المَدِينَةَ أمَرَ بِبِنَاءِ المَسْجِدِ، وَقَالَ: «يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا». قَالُوا: لا وَالله، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلا إِلَى الله.