مكارم الأخلاق في الإسلام وأهميتها
يقول معروف الرصافي هي الأخلاق تنبتُ كالنبات.. وتنمــو باعتنــاء الوالــدات تزيد رياضها بالريّ حسنًا.. إذا…
اقرأ المزيدأمَتنا الإسلامية غنية بالرجال العظام، المبدعون والقدوات في كل ميدان، نقف لنتعرّف على أحد هؤلاء القامات، ، إنه أبو النصر الفارابي فيلسوفُ الإسلام والمعلمُ الثاني بعد أرسطو.
والحكيم المشهور صاحب التصانيف في المنطق والحكمة وغيرهما من العلوم وهو أكبر فلاسفة المسلمين.
أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي نسبة إلى مدينة فاراب الفارسية، فيلسوف أتقن العلوم الحكمية، وبرع في العلوم الرياضية، زكي النفس، قوي الذكاء، متجنباً عن الدنيا، مقتنعاً منها بما يقوم بأوده، يسير سيرة الفلاسفة المتقدمين.
وكانت له قوة في صناعة الطب وعلم بالأمور الكلية منها، ولم يباشر أعمالها، ولا حاول جزئياتها، يعود الفضل اليه في ادخال مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء.
(ولد عام 260 هـ في فاراب – وتوفي عام 339 هـ في دمشق/عاش ما يقارب (80 عام)
أما عن الحالة السياسية التي عاش فيها الفارابي
فكانت حالة صراع شديد بين سلطة الخليفة وسلطة الأتراك، فترة انقلابات واغتيالات، فترة اضطراب سياسي، لكن الجانب الحضاري لم يتأثر بل كان مزدهراً.
آثر الفارابي حياة الزهد والتقشف:
لما خرج من بلدته فاراب حوالي سنة 310هـ ، لم يعد إليها بعد ذلك، وتوجه قاصداً (العراق)، حيث أتم دراساته، فدرس علم اللغة والنحو على (أبي بكر ابن سراج)، وكان يُدَرِّس ابن سراج علم المنطق، فكان تلميذاً وأستاذاً في نفس الوقت.
ومن خلال وجوده بين العرب في بغداد أخذ يؤلف كتبه التي تجاوزت (100كتاب) وأتقن الكتابة بالعربية ففاق علماء عصره.
أكمل في بغداد دراسة ما بدأ فيه في مسقط رأسه وأضاف إليه مواد أخرى كثيرة، وسافر إلى حران ليدرس علم الفلسفة والمنطق والطب على الطبيب المنطقي المسيحي (يوحنا بن خيلان).
ودرس في بغداد الفلسفة والمنطق على (أبي بشر متى بن يونس) ، وهو مسيحي كان حينئذ من أشهر مترجمي الكتب اليونانية ومن أشهر الباحثين في المنطق.
وأتيح له فيها أيضاً دراسة الموسيقى، وإتمام دراساته في اللغات والطب والعلوم والرياضيات ، وظل يدرس ويطلب العلم حتى برع في علم الفلسفة والمنطق.
فكان بحق المعلم الثاني بعد أرسطو، لأنه وصل في الفلسفة لمكانة لا يصلها أي عالم عربي أو أعجمي منذ أيام أرسطو و أفلاطون.
كان الفارابي وهو ابن (50 سنة) مولعاً بالأسفار في طلب العلم ونشره والإحاطة بشئون الجماعات، فانتقل من العراق إلى الشام حوالي سنة 330 هـ حيث اتصل (بسيف الدولة بن حمدان) الذي عرف له فضله، وأكرم وفادته، وعاش في كنفه منقطعاً إلى التعليم والتأليف.
وكان في أثناء إقامته بالشام يتنقل بين مدنها وخاصة بين حلب (عاصمة الحمدانيين) ودمشق التي كانت في حوزتهم تارة وتخرج أخرى، وقد سافر مرة من الشام إلى مصر.
وكان ذلك على الراجح سنة 338 هـ ثم رجع منها إلى دمشق حيث توفي سنة 339 هـ، ولا غرابة أن يتتلمذ في هذه السن المتقدمة ، فقد كان دأب العلماء في هذه العصور، يطلبون العلم من المهد إلى اللحد.
لم يكن في فكر الفارابي أن يدرس الفلسفة، لكن حدث أمر جعل الفارابي يتجه لدراسة الفلسفة: ذلك أن رجلاً أودع عنده مجموعة من الكتب لأرسطو، وأعطاه الإذن بقراءتها، فبدأ الفارابي يقرأ.
فوجد ما ينشده من خلال الموضوعات التي يتحدث عنها أرسطو، فانكبَّ ينهل من هذه الكتب واستوعب ما فيها وتفهم معانيها، وأحاط بأسرارها، فغدا فيلسوفاً كبيراً، وتفوق على كل الفلاسفة بقدرته الذاتية وبتوفيق الله سبحانه وتعالى له.
فهذا ابن سينا يعترف بتفوق الفارابي عليه في هذا العلم، وكان يتمنى أن يجتمع بالفارابي ليأخذ عنه، لكن لم يتحقق له ذلك، يقول ابن سينا عن نفسه:
( لم أفهم كتاب ما بعد الطبيعة لأرسطو، رغم أني قرأته (40 مرة)، وحفظته عن ظهر غيب، إلى أن قرأت كتابات الفارابي حول الموضوع، ففهمت كتابات أرسطو وتوصلت إلى معانيها وأفكارها).
ولذلك يعتبر الفارابي من أكبر الفلاسفة في العالم بعد أرسطو، بل أكثر من ذلك أنَّ الفارابي ترجم كتب أرسطو وفسّرها، ثم ضاعت كتب أرسطو في أوربا، فتُرجِمَت كتب أرسطو مما كتبه الفارابي، ويقولون:
” لولا الفارابي لضاع أرسطو”، فاستحق لقب المُعَلِّم الثاني بعد أرسطو.
استطاع الفارابي أن يُبًسِّط علم الفلسفة، بأسلوب مترابط، لم يستطع أحدُ أن يطرح مثله، فهو يجمع بين النظرية والتطبيق، بالإضافة إلى التسلسل المنطقي المحكم بين مختلف أجزاء فلسفته، دون إهمال أي نقطة في الموضوع الذي يبحث به.
وتكلم الفارابي في أطروحاته عن : ما وراء الطبيعة، والكون، والإلهيات، وفي الاجتماع والسياسة.
هي خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين:
وتكلم عن المدينة غير الفاضلة وصفاتها وطبائع الناس فيها، وأخلاقهم المرتكزة على الإباحية، أو عدم المنطقية، أو الشهوات فقط، أو المادية من مأكل ومشرب وملبس(حال كثير من الدول اليوم).
استطاع الفارابي أن يرى وجوه الخلاف بين أطروحات ( أفلاطون وأرسطو) الفلسفية، حتى كان يقال عن أفلاطون أنه كافر وأرسطو مؤمن، وهما مرجع الفلسفة في العالم كله، فساءه تكلم الناس عن الخلاف بين المعلم والتلميذ.
فحاول الجمع بين الفيلسوفين العظيمين، وأثبت أن الخلاف ظاهري نظري، وأما الجوهر في الفلسفتين فواحد، وأصولهما تتشابه.
في جعبة الفارابي الكثير من المؤلفات، في نواحي العلم كافة إذ أن عددها يتجاوز (100)، لكن أغلب هذه المؤلفات قد ضاع ولم يبق منها إلا (40 مؤلفاً) موزعة على المنطق والخطابة والشعر والمعرفة وما وراء الطبيعة والفلسفة العامة والفيزياء والموسيقا والأخلاق والسياسة ومن أشهر مؤلفاته:
لا شك أن بعض أطروحات الفارابي، عليها ملاحظات حتى في جوانب العقيدة، لكن يحسب للفارابي أنه استطاع أن يرفع شأن الأمة الإسلامية، أمام فلاسفة العالم إلى هذا الزمان، ويعتبر مرجعاً أساسياً في الفلسفة، والتأكيد على قضية التوحيد بأعلى درجاتها رحمه الله تعالى.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
قصص الصحابة و الأئمة الأربعة و قصص التابعين والمبدعون
كان الفارابي من مدينة فاراب
لكن من خلال وجوده بين العرب في بغداد أخذ يؤلف كتبه التي تجاوزت (100كتاب) وأتقن الكتابة بالعربية ففاق علماء عصره.
بلغ من زهد الفارابي أنه
-لم يتزوج.
-ولم يدخل في معترك الحياة السياسية.
-ولم يكن يبحث عن المناصب، لكن فكرته عن الحياة في المدينة الفاضلة، جعلت كل العالم ينظر إليه نظرة إجلال.
-ولم يقتن مالاً، ولم يشأ أن يتناول إلا أربعة دراهم في اليوم.
-كان يسهر الليل للمطالعة والتصنيف مستضيئاً بقنديل الحارس، لأنه لم يكن يملك قنديلاً خاصاً.
أطلق لقب المعلم الثاني على الفارابي لأن:
- يعتبر الفارابي من أكبرالفلاسفة في العالم بعد أرسطو، بل أكثر من ذلك أنَّ الفارابي ترجم كتب أرسطو وفسّرها، ثم ضاعت كتب أرسطو في أوربا، فتُرجِمَت كتب أرسطو مما كتبه الفارابي، ويقولون:" لولا الفارابي لضاع أرسطو"، فاستحق لقب المُعَلِّم الثاني بعد أرسطو.
قام الفارابي بالجمع بين نظرية أفلاطون ونظرية أرسطو لأن الدين سيواجه الفلسفة في كثير من القضايا، فأراد الفارابي أن يجمع الفلسفات المتعددة في فلسفة واحدة، لأنَّ الدين إذا واجه فلسفات كثيرة ستكون القضية معقدة، أما إذا واجه الدين فلسفة واحدة فإنه يسهل عليه محاولة التوفيق بين الوحي والعقل، فالفارابي يريد أن يثبت أنَّه لا تناقض بين الدين والفلسفة.
قضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس.
- قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود والموجود الأول ( الله) ونفي الشريك عن الله تعالى، ونفي الضد، ويتكلم عن صفات الله، يتحدث فيها بأسلوب فلسفي يتوافق مع الطرح الإيماني.
القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة ويرتكز على القسم الأول، ويبحث فيه احتياج الإنسان للإنسان والتعاون فيما بينهم،
أشهر مؤلفات وكتب الفارابي
- كتاب الموسيقى الكبير.
- آراء أهل المدينة الفاضلة.
- الجمع بين رأي الحكيمين — حاول فيه التوفيق بين أفلاطون وأرسطو.
-التوطئة في المنطق.
- السياسة المدنية.
- احصاء العلوم والتعريف بأغراضها.
- جوامع السياسة.
- فصوص الحكمة.