هجرة الرسول إلى المدينة
الهجرة النبوية حدث غير وجه التاريخ، فرّقت بين مرحلة الضعف ومرحلة القوة، فرّقت بين مرحلة الدعوة ومرحلة الدولة، بها انطلاقة الإسلام وحكمه للبشرية، الهجرة فتح من فتوح الله رب العالمين.
اقرأ المزيدفلسطين أرض مقدسة مباركة ومشرفة عبر التاريخ، باركها الله تعالى في كتابه العزيز وفي حديث النبي ﷺ، بل بارك ما حولها فعمت كامل بلاد الشام، فهي أرض الأنبياء الكرام، ومهبط الملائكة الأبرار، وقبلة المسلمين الأولى، ومسرى النبي ﷺ ومنها عرج به إلى السماء، شرّفها الله بالمسجد الأقصى المبارك وبالصخرة المباركة.
هكذا سمّاها الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام في كتابه العزيز: {يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ}، والمقدسة هنا بمعنى: (المطهرة، وقيل بمعنى: المباركة).
فالمسجد الأقصى مبارك وما حوله أرض مباركة {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وبركتها تشمل كامل أرض بلاد الشام: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}، جاء في الحديث الذي يرويه زيد بن ثابت رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: «يا طوبى للشام، يا طوبى للشام» قالوا: يا رسول الله، ولم ذاك؟ قال: «تلك الملائكة باسطة أجنحتها على الشام»، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال ﷺ: «اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا».
وهي أرض المحشر والمنشر: فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي ﷺ قالت: يا نبي الله، أفتنا في بيت المقدس، فقال: «أرض المحشر والمنشر»، وعن سالم بن عبد الله قال: قال ﷺ: «ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس»، قلنا: فبماذا تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «عليكم بالشام».
فلسطين موطن الرسالات منذ القدم، فيها عاش وإليها هاجر وفيها دفن العديد من الأنبياء: (إبراهيم، وإسحاق، وإسماعيل، ويعقوب، ويوسف، وداود، وسليمان، وموسى، وعيسى) عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
كما زارها عدد كبير من الصحابة الكرام: الفاروق عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وأم المؤمنين صفية، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن عمر، وخالد بن الوليد، وأبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء، وسلمان الفارسي، وعمرو بن العاص، وسعيد بن زيد، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهم الكثير رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
أعظم ما يشرف أرض فلسطين هو المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى: (أولى القبلتين، وثالث الحرمين، وهو ثاني المساجد بناء بعد المسجد الحرام، ومن دخله غفر له ما تقدم من ذنبه، وهو مقصد الصحابة والتابعين ومن تبع هداهم إلى يوم الدين).
إنّ كلمة “الأقصى” تعني الأبعد، وسُمِّيَ المسجد الأقصى بذلك؛ لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام، فهو أبعد مسجد عن أهل مكة، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
لا يُعرف بشكل دقيق متى بُني المسجد الأقصى لأول مرة، ولكن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي المساجد بني أولًا؟ قال: «المسجد الحرام»، قلت: ثمّ أيّ، قال: «المسجد الأقصى»، قلت: فكم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة» [صحيح البخاري].
وقد اختلف المؤرخون في أول من بنى المسجد الأقصى على عدة أقوال: (الملائكة، نبي الله آدم أبو البشر، ابنه نبي الله شيث، سام بن نوح، الخليل إبراهيم) عليهم السلام.
وفي فتح الشام زمن الفاروق عمر بن الخطاب، دخلها المسلمون صلحًا بعد حصارها وكتب لأهلها “العهدة العمرية”، وصحبه البطريرك “صفرونيوس” فزار كنيسة القيامة، ومن ثم أوصله إلى المسجد الأقصى، فلمّا دخله قال:
«الله أكبر، هذا المسجد الذي وصفه لنا رسول الله ﷺ»، وكان في تلك الأيام عبارة عن هضبة خالية في قلبها الصخرة المشرفة.
ثم أمر الخليفة عمر بن الخطاب ببناء المصلّى الرئيسي في المسجد الأقصى، وهو موقع “الجامع القبلي” اليوم، ويقع في الجنوب في جهة القبلة، وكان المسجد في عهده عبارة عن مسجد خشبي يتّسع لحوالي (1,000) شخص، وبقي على حاله إلى زمن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.
ثاني المساجد بناء: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي المساجد بني أولًا؟ قال: «المسجد الحرام»، قلت: ثمّ أيّ، قال: «المسجد الأقصى»، قلت: فكم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة» [صحيح البخاري].
المغفرة لمن يدخل إليه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالًا ثلاثة، فأعطاه اثنتين وأرجو أن يكون أعطاه الثالثة:
فقال ﷺ: وأنا أرجو أن يكون الله أعطاه الثالثة» [سنن النسائي].
أولى القبلتين: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (لما قدم رسول الله ﷺ المدينة، نزل على أخواله، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرًا).
استحباب زيارته: اتفق العلماء على استحباب زيارة المسجد الأقصى، وشدّ الرحال إليه لأداء العبادات كالصلاة والدعاء والاعتكاف، لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى».
ثواب الصلاة فيه: جاءت الأحاديث تنص على أن الصلاة في المسجد الحرام بـ (100 ألف) صلاة، والصلاة في المسجد النبوي بـ (1,000) صلاة، والصلاة في المسجد الأقصى بـ (500) صلاة.
أكمل عبد الملك بن مروان بناء المسجد الأقصى، وجعل فوق الصخرة ذلك البناء العظيم، ورصد لذلك خراج مصر سبع سنين، ولكن عبد الملك توفي قبل أن يتم البناء، فأكمله من بعده ابنه الوليد بن عبد الملك.
جاء ذلك في تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ}، فالمنادي اِسرافيل يقف على صخرة بيت المقدس فينادي: (يا أيها الناس، هلموا إلى الحساب، إنّ الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء) وذلك بعد النفخة الأخيرة.
يعود اسم “فلسطين” إلى شعوب جاءت من البحر المتوسط وإحداها “جزيرة كريت”، بعد أن أصابتهم مجاعة فهاجموا شواطئ الشام ومصر، فصدهم “رمسيس الثالث” في معركة “لوزين” المشهورة.
وبعد مفاوضات سمح لهم أن يسكنوا جنوب فلسطين في مناطق تسمى “بلست”، فسمّوا “البلستينيين” وعرفت أرضهم بـ “بلستين”، وتجاوروا مع “الكنعانيين” واليبوسيين” سكانها الأصليين، ثم اختلطت أنسابهم ولغاتهم.
أريحا مدينة كنعانية قديمة، يعدها بعض خبراء الاثار أقدم المدن على الإطلاق، يرجع تاريخها إلى (8,000) قبل الميلاد، وأصل تسمية أريحا يعود إلى أصل سامي، وأريحا عند الكنعانيين تعني: (قمر)، وفي السريانية معناها: (الرائحة أو الأريج).
هي الأرض الساحلية في الجزء الجنوبي من سوريا، الممتدة حتى سيناء جنوبًا وغور الأردن شرقًا، فحدود فلسطين التاريخية “من النهر إلى البحر”:
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
سيرة عمر بن الخطاب و جميع معارك المسلمين مع الروم
وقد اختلف المؤرخون في أول من بنى المسجد الأقصى على عدة أقوال: (الملائكة، نبي الله آدم أبو البشر، ابنه نبي الله شيث، سام بن نوح، الخليل إبراهيم) عليهم السلام.
أكمل عبد الملك بن مروان بناء المسجد الأقصى، وجعل فوق الصخرة ذلك البناء العظيم، ورصد لذلك خراج مصر سبع سنين، ولكن عبد الملك توفي قبل أن يتم البناء، فأكمله من بعده ابنه الوليد بن عبد الملك.
المسجد الأقصى فقد بني بعد المسجد الحرام ب 40 سنة وهو قديم قدم الحياة البشرية على هذه الارض.
قبة الصخرة جزء من المسجد الأقصى.هي المكان الذي صعد منه النبي ﷺ إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
لمكانتها عند المسلمين فهي: بمنزلة الحجر الأسود في البيت الحرام. الملائكة تصعد منها إلى السماء، المكان الذي ينادى منه الناس يوم القيامة للحشر لقربها من السماء، المكان الذي صعد منه النبي ﷺ إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.