قصة ابن صياد مع النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
كان النبي ﷺ يشك أنّ الدجال موجود في زمانه، وفي هذا إشارة أنّ الدجال يبعث…
اقرأ المزيدأخبر الإمام أحمد بن حنبل طبيبه: عن موضع في ظهره يؤلمه بشدة، أكثر من أي موضع آخر من مواضع السياط التي ضربوه بها، لم يعرف الطبيب السبب؟ فسأل السجناء ذوي الخبرة، فأخبروه أنّ الضرب قد يؤدي أحياناً إلى تَمَوُت قطعة من اللحم، إذا لم يتم إخراجها قد تؤدي إلى الموت.
بينما كان الطبيب يشق الموضع ليستخرجها، كان الإمام وهو في شدة الألم يردد: “اللهم اغفر للمعتصم“(المعتصم هو الخليفة الذي أمر بضربه)، فلما سألوه: لماذا كنت تدعوا له؟ قال: هو ابن عم رسول الله ﷺ، فكرهت أن آتي يوم القيامة وبيني وبين أحد من قرابته خصومة، فهو مني في حلّ.
النفوس الكبيرة هي التي تعفوا وتسامح، وإلا فإن الانتقام قد يجر الأمة كلها إلى الهاوية، ومن أعظم النماذج الحديثة في التسامح ” نيلسون مانديلا”: الذي ذاق الويلات من الحكام البيض.
ولد نيلسون مانديلا عام (1918م) في جنوب إفريقيا، وكان أبوه زعيماً قبلياً فتدرب على القيادة منذ صغره، ثم درس الحقوق وصار محامياً، ودخل النشاط السياسي عام (1944م) عندما انضم إلى المؤتمر الوطني الأفريقي:
وهو منظمة مناهضة لسياسة التمييز العنصري التي جعلت قلة من البيض البريطانيين يتحكمون بمصير الأغلبية الساحقة من السكان الأصليين السود.
برز اسم “نيلسون مانديلا” في عام (1950م)، عندما أصبح رئيساً لجمعية شباب المؤتمر الإفريقي، ونائباً لرئيس المؤتمر نفسه، فبدأ الحزب الاستعداد لحملة تواجه نظام الفصل العنصري، واعتمدوا سياسة اللاعنف:
ألقى مانديلا خطاباً أمام حشد مكون من (10) آلاف شخص، شكل هذا الخطاب انطلاقة لحملة احتجاجات شديدة ضد الرجل الأبيض، فتعرض مانديلا للاعتقال لفترة وجيزة، نتج عن هذه التحركات ازدياد عدد الأفريقيين المنتسبين إلى حزب المؤتمر الإفريقي من (20 إلى 100) ألف منتسب في سنة واحدة.
ردت الحكومة البيضاء باعتقالات جماعية، وأصدرت “قانون السلامة العامة” عام (1953م)، الذي يسمح بتطبيق الأحكام العرفية:
فعطلوا الدستور وتسلم الجيش السلطة، واتهم مانديلا بالخيانة العظمى وأدين بجرائم أخرى، فلجأ للاختباء والعمل السرّي، ثم تم حظر نشاط حزب المؤتمر الإفريقي، الأمر الذي دفع مانديلا لتشكيل تنظيم عسكري أطلق عليه “رمح الشعب”.
تم القبض على مانديلا عام (1962م)، وحكم عليه بالسجن المؤبد، فبقي في السجن مدة (27) سنة، أودع سجن بريتوريا وعمره (44) سنة وخرج وعمره (77).
و هو في زنزانته: بدأ دراسته بمراسلة جامعة لندن بالتحضير لبكالوريوس الحقوق ، ثم نقل من سجن “بريتوريا” إلى سجن في جزيرة “روبن آيلاند”.
وهناك بقي (18) سنة معزولًا في زنزانة رطبة، مساحتها 3×2 م فيها حصيرة من القشّ، رغم هذه الظروف إلا أنّ مانديلا لم يفوت أي فرصة، فأنشأ “جامعة جزيرة روبن” التي كان يحاضر فيها السجناء حسب خبراتهم واختصاصهم.
في هذه الفترة درس مانديلا (الإسلام، واللغة الأفريكانية، وتعمق بالحقوق)، ثم بدأ الضغط العالمي على حكومة جنوب إفريقيا فتحسنت ظروف السجن، وبحلول عام (1975م) أصبح من الفئة A : فسمحوا له بعدد أكثر من الزيارات والرسائل.
راسل مانديلا عدد من النشطاء المناهضين للفصل العنصري، وفي عام (1982م) نقل مانديلا إلى سجن “بولسمور” مع عدد من كبار رفاقه في الحزب.
وقاموا بعزلهم بهدف القضاء على تأثيرهم بالنشطاء الأصغر سناً، يتحدث هو عن هذه الفترة فيقول: (إذا خرجت من السجن في ذات الظروف التي دخلت بها، فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها).
ركزت حكومة نيلسون مانديلا على تحقيق المصالحة الوطنية من خلال:
في عام (1997م) أفسح مانديلا المجال لنائبه “مبيكي” لتولي رئاسة الحزب ثم رئاسة البلاد، وتلقى مانديلا أكثر من (250) جائزة عالمية منها:
وتمتع مانديلا باحترام عميق في كل العالم، وفي جنوب إفريقيا كان يلقّب بـ “أبي الأمة”.
توفي نيلسون مانديلا في (5-12-2013م) محاطًا بأسرته، وشارك في جنازته (90) ممثل لرؤساء دول العالم.
كان صاحب قدرة عالية في إدارة الصراع، و قدرة أعظم في تجاوز صراع النفس من أجل المسامحة.
{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} هذا شعار الصالحين، لما اشتد بلاء قريش على النبي ﷺ بعد وفاة ناصره عمه أبي طالب، ذهب إلى الطائف يدعوهم إلى الله:
(فأخرجوه من ديارهم، وأغروا به سفائهم، وأدموه بالحجارة)، فعمد إلى الظل يناجي ربه فجاءه ملك الجبال وناداه فقال: (يا محمد، إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وقد بعثني لتأمرني بأمرك: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين)، فقال النبي ﷺ: (بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا).
لما أتي عبد الملك بن مروان بأسارى ثورة ابن الأشعث، قال لوزيره رجاء بن حيوة: ماذا ترى؟
فقال: (إنّ الله تعالى قد أعطاك ما تحبّ من الظفر، فأعطي الله ما يحب من العفو).
من يحتسب الأذى الذي يصيبه في سبيل الله؛ يمتلك القدرة النفسية على التسامح، وهذه قضية لا يستطيعها إلا كبار النفوس، كالحروب الصليبية التي ضحت بدماء المسلمين في القدس فقابلها صلاح الدين الأيوبي بنفس كبيرة، مستذكرًا قول النبي ﷺ عندما قدر على أعدائه:
(اذهبوا فأنتم الطلقاء)، وكم رأينا من عمليات انتقام رهيبة ذهب ضحيتها شعوب وأمم،
وختامًا- يقول نيلسون مانديلا:
(إنّ الضحية لا تنسى الظلم الذي وقع عليها، لكنها يمكن أن تغفر وتسامح).
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
البطانة الفاسدة و القيادة الفردية المستبدة و الايمان وأهدافه
ولد نيلسون مانديلا عام (1918م) في جنوب إفريقيا.
قبض على مانديلا عام (1962م)، وحكم عليه بالسجن المؤبد، فبقي في السجن مدة (27) سنة، أودع سجن بريتوريا وعمره (44) عامًا وخرج وعمره (77) سنة.
- (نحن نغفر لكننا لا ننسى).
- (إنّ الضحية لا تنسى الظلم الذي وقع عليها، لكنها يمكن أن تغفر وتسامح).
تلقى مانديلا أكثر من (250) جائزة عالمية منها: (جائزة نوبل – ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية – وسام لينين من النظام السوفيتي)، وتمتع مانديلا باحترام عميق في كل العالم، وفي جنوب إفريقيا لقّب بـ "أبي الأمة".
توفي نيلسون مانديلا في (5-12-2013م).