حياة الرسول ﷺ (علاقته مع الناس)
كان الرسول ﷺ بشرًا لكنه خير البشر ونموذجًا لهم وأسوة، إنسانًا يعيش مع أصحابه ويتفاعل مع الناس منْ حوله، تصيبه الآلام والمِحن فتدمع عينيه يعش الصبر ويُعلّمه
اقرأ المزيدأثناء الحروب الصليبية، احتكّت أوروبا المتخلّفة بالحضارة الإسلامية التي كانت تحكم العالم، فحدثت صدمة حضاريّة لدى أوروبا ساهمت في النهضة الأوروبية الحديثة.
ودار الزمان دورته وتغيّرت الموازين، وقادت أوروبا الحضارة الإنسانية في غفلة من المسلمين، الذين أغلقوا عقولهم وصرفوا همَّتهم لاختصار المُطوّلات وشرح المختصرات، وفي ظل أزمات سياسية وحضارية متوالية، حتى صحا المسلمون على أصوات مدافع نابليون وهي تدكُّ أبواب مصر.
وهنا حدثت الصدمة الحضارية المعاكسة، ووجد المسلمون أنفسهم أمام فجوة حضارية عميقة بينهم وبين أوروبا، وكانت النتيجة سقوط العالم العربي والإسلامي تحت وطئة الاستعمار الحديث.
الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت على مصر، والصدمة الحضارية التي حدثت للمسلمين، هي موضوعنا.
قائد عسكري فرنسي شهير مثّل للغرب أشهر عبقرية عسكرية، بل ربما أشهر من تقلّد رتبة لواء في التاريخ كله، كوّن امبراطورية عظيمة ضمت معظم غرب ووسط أوروبا.
عبر التاريخ تعرضت مصر لحملتين صليبيتين 1221 و1250م بقيادة فرنسا، وكلاهما في عهد الدولة الأيّوبية، وكلاهما بقيادة لويس التاسع، ومنيت الحملتان بهزيمة مدوّية، ولكن ظلت الرغبة الفرنسية في السيطرة على مصر قائمة.
كانت مصر تتبع الدولة العثمانية التي بدأت بالضعف، وجاءت التقارير للقادة الفرنسيين بأن اللحظة غدت مناسبة لغزو مصر، فكشفت تقارير السفير الفرنسي في الأستانة عاصمة العثمانيين والقنصل الفرنسي في الإسكندرية، عن ضرورة الإسراع إلى احتلال مصر، لكن الحكومة الفرنسية ترددت.
عام 1798م قدَّم (شارل مكالون) القنصل الفرنسي في مصر تقريراً يحرض الحكومة الفرنسية على ضرورة احتلال مصر، ثم أكد ذلك تقرير وزير الخارجية، وكان لهذا التقرير أهمية تاريخية حيث تحدث عن:
أولاً- العلاقات مع مصر منذ القدم.
ثانياً- بسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر.
ثالثاً- تناول وسائل تنفيذ الغزو:
عندها أصدرت فرنسا قرار الغزو ووضعت قيادة جيشها (جيش الشرق) تحت قيادة نابليون بونابرت، بدأ بنفسه التجهيزات من:
رغم التكتم لكن الأخبار تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، والتي كانت تسابقها في المد الاستعماري، ولأهمية مصر؛
تحرّك قائد الأسطول البريطاني “نيلسون” ووصل لميناء الإسكندرية قبل نابليون بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد محمد كريم حاكم المدينة العثماني، وأخبره عن نيّة فرنسا مهاجمة الإسكندرية، ولكن محمد كريم ظن أنها خدعة بريطانية لاحتلال المدينة فرفض عرض الإنكليز.
كان همُّ الفرنسيين طمس هوية البلد، وهذا ديدنهم بخلاف الإنكليز الذي يمتصون الخيرات ويمضون، وهذا يظهر لنا في لغة أهل المغرب العربي وعادات أهل لبنان حتى اليوم.
بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، لا ولد له ولا شريك في ملكه…
أيها المشايخ والأئمة قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون، صار الفرنسية محبّين مخلصين لحضرة السلطان العثماني أدام الله ملكه، وأدام الله إجلال العسكر الفرنساوي، لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية.
نابليون بونابرت، القائد العسكري والحاكم الفرنسي الشهير، توفي بسبب مرض سرطان المعدة. هذا المرض كان السبب في وفاته في جزيرة سانت هيلينا في 5 مايو 1821.
دراسات جديدة أشارت إلى أن هذا المرض ربما كان ناتجًا عن التسمم بالزرنيخ، الذي هو مادة سامة. تم العثور على آثار الزرنيخ في شعره وشارب لحيته، مما يشير إلى أنه ربما تم تعريضه لهذه المادة بشكل متكرر. هذا يثير الشكوك حول ما إذا كانت وفاته ناتجة عن التسمم المتعمد أم كانت مجرد حادثة غير مقصودة.
بغض النظر عن السبب الدقيق لوفاته، فقد ترك نابليون بونابرت أثرًا كبيرًا في التاريخ والعالم بمشاركته في العديد من الحروب والمعارك وتأسيس القانون المدني الفرنسي والمؤسسات الحديثة في فرنسا.
في الختام
يقول نابليون: (لو أن القادة العسكريين يتمسكون بمبادئهم كما يتمسك رجال مصر بدينهم؛ لأصبح العالم مُلكي لو كنت قائدهم، إذ يبدو أن القرآن الذي يحملونه به قوة عليا لا تقهر ولا تهزم).
وأخيراً، يمكنكم الاستفادة، والاطلاع على المزيد من المقالات:
القيادات المستقبلية و تذوق الجمال و صناعة الثورة والانقلاب عليها
الاعجاز والقصص في القرآن الكريم
أهمية القرآن الكريم عند المسلمين
عبر التاريخ تعرضت مصر لحملتين صليبيتين 1221 و1250م بقيادة فرنسا، وكلاهما في عهد الدولة الأيّوبية، وكلاهما بقيادة لويس التاسع، ومنيت الحملتان بهزيمة مدوّية، ولكن ظلت الرغبة الفرنسية في السيطرة على مصر قائمة.
رحلوا عن مصر عام ١٨٠١ بعد قضاء ثلاث سنوات، بعد فترة قليلة رحل نابليون عن مصر سرًا عائدًا إلى فرنسا تاركًا الجنرال كليبرعلى رأس الحملة
- أنشأ ديوان القاهرة المكون من 9 من كبار العلماء لحكم مدينة القاهرة.
- منع جنوده من السلب والنهب، لكنه استمر في تحصيل الضرائب التي كان يفرضها المماليك.
- أعلن احترامه للشعائر الإسلامية، ثم قام بمفاجأة الناس بإعلانه الإسلام ونطقه الشهادتين.
- صدّقه عوام الناس وأطلقوا عليه “علي نابليون بونابرت” بسبب التخلف الفكري.
- بدأ يتجول في القاهرة بالملابس الشرقية: العمامة والجلباب.
- كان يذهب إلى الجمعة ويصلي مع الناس.
وصلت الحملة الفرنسية واستطاعة السيطرة على الإسكندرية بعد مقاومة لم تستمر إلا عدة ساعات فقط.
ثم زحفت باتجاه القاهرة من طريقين بري وبحري، فبدأت المقاومة بقيادة قائد المماليك مراد بيك لكن فارق التجهيزات اضطره للتقهقر نحو القاهرة، ثم نظّم صفوفه وواجه الحملة قرب “إمبابة” في “معركة الأهرامات”، التي قتل فيها 70 فرنسي، ولكن بالمقابل 1500 من المصريين معظمهم نتيجة الهروب الطائش بسبب فارق القوة الكبير.
استسلم حاكم القاهرة فدخلها نابليون بجنوده، وأظهر الودّ للمصريين وحتى للدولة العثمانية، واحترم عقائد أهل البلاد ودينهم وعاداتهم؛ من أجل أن يحوّل مصر لقاعدة ومستعمرة فرنسية.
قول نابليون: (لو أن القادة العسكريين يتمسكون بمبادئهم كما يتمسك رجال مصر بدينهم؛ لأصبح العالم مُلكي لو كنت قائدهم، إذ يبدو أن القرآن الذي يحملونه به قوة عليا لا تقهر ولا تهزم).