من هو ابن خلدون وما هو علمه وتخصصه؟
الفيلسوف والمؤرخ ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، واحد من أبرز الأعلام والمبدعين الذين أنجبتهم حضارتنا…
اقرأ المزيدجدول المحتوى
دائماً ما يذكر الإسكندر المقدوني كمثال للقائد الفذ الذي فتح بلاداً في آسيا وغيرها وعمره (25) سنة، أما بطلنا محمد بن القاسم الثقفي فقد بدأ فتوحاته وعمره (17) سنة فقط.
كان الإسكندر يستخدم الخيانة والغدر بينما ابن القاسم التزم الإنسانية وتعاليم الحرب العادلة، فلم يقتل طفلاً أو امرأة أو شيخاً أو رجلاً لا علاقة له بالقتال.
رغم ذلك يروي أهل التاريخ المآثر والفخر عن الإسكندر، بينما قليل من شباب أمتنا من يعرف شيئاً بسيطاً عن محمد بن القاسم الثقفي، قصته الفريدة تجسدت فيها ضحايا الخلاف السياسي.
ولد محمد بن القاسم الثقفي عام (72هـ) في مدينة الطائف، زمن خلافة عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، والذي كان يحكم الحجاز ومعظم جزيرة العرب إلى أنْ ثار عليه الأمويون، فقتل ابن الزبير وانتقلت الخلافة إلى عبد الملك بن مروان في دمشق سنة (73هـ).
سنة (75هـ) تم تعيين الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق، فقام بتولية ابن عمه القاسم على البصرة، فانتقل محمد وعاش بين الأمراء والقادة في البصرة، ثم قام الحجاج ببناء مدينة عسكرية للجيش مدينة “واسط”، فتدرب فيها محمد بن القاسم على الجندية منذ نعومة أظفاره، ثم غدا واحدًا من القادة وعمره لم يتجاوز (17) سنة.
بلاد السند هي بوابة القارة الهندية، وكانت الفتوحات الإسلامية قد بدأت تتوسع زمن الوليد بن عبد الملك، وكان أعظم ملوك السند وأشدهم بأسًا هو الملك “داهر”، الذي قتل عامل الحجاج “محمد بن هارون” فبدأت المواجهات بين الطرفين.
كانت الدولة الأموية ترفع راية الجهاد في كل مكان:
استولت سفينة هندية على سفينة فيها نساء مسلمات، فرأى ملك “سيلان” في ذلك فرصة ليتقرب بها من العرب والمسلمين، فحمّل السفينة بالهدايا إلى الحجاج وإلى الخليفة الوليد، وفي الطريق أغارت عليها مجموعة من اللصوص، فصرخت امرأة: (يا حجاج)، فلما بلغ الأمر الحجاج قال: (يا لبيكي).
فأرسل إلى “داهر” حاكم تلك المناطق يسأله تحرير تلك النسوة، فأجابه بأن اللصوص أخذوهم ولا يعرف مكانهن ولا يقدر على ذلك، فأخذت الحجاج الحمية والغيرة فحرك الجيوش الإسلامية نحوهم.
صدم حاكم السند “داهر” بسقوط العاصمة، فأعدّ جيشًا قوامه (50) ألف مقاتل، وقرر قتال المسلمين شرق نهر السند؛ ليعرقل تقدمهم، وأعد الفيلة للقتال ضمن كتائب جيشه .
تقدم محمد بن القاسم بكل شجاعة وعبر النهر، وشنّ هجوماً مباغتاً على “داهر” وقواته، ركز الهجوم بالرماح على الفيلة فأصيبت أعينها وارتدت على جيش “داهر” فأصبحت بلاء عليه.
ترجل “داهر” عن فرسه واخترق صفوف المسلمين فخرج لقتاله القاسم بن عبد الله الطائي”، ودار بين الفارسين قتال شديد انتهى بسقوط “داهر” صريعًا، فهرب جنده بكل اتجاه وكان النصر للمسلمين.
تابع محمد بن القاسم تقدمه في بلاد السند، وخضعت له مدنها ولم يبقى أمامه إلا قوة الملك “دوهر” ملك الكيرج، أرسل محمد بن القاسم الغنائم إلى الحجاج، فكانت ضعف ما أنفقه فقال: (شفينا غيظنا، وأدركنا ثأرنا، وازددنا (60) ألف ألف درهم ورأس داهر).
مات الحجاج بن يوسف الثقفي عام (95هـ) أثناء معركة الكيرج، واستطاع فيها المسلمون بقيادة محمد بن القاسم الانتصار وقتل ملك الكيرج “دوهر”.
ختاماً- يقول الدكتور طارق السويدان:
(الاختلاف سنة إلهية {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (119) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [سورة هود)، أما الخلاف فجريمة بشرية).
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
البطانة الفاسدة و القيادة الفردية المستبدة و الايمان وأهدافه
ولد محمد بن القاسم الثقفي في عام (72هـ) في مدينة الطائف.
ان عمر محمد بن القاسم عندما فتح بلاد السند 17 سنة.
مدينة الديبل.
كانت "صيتا" ابنة داهر الذي قتل أسيرة، امتلأ قلبها بالحقد على محمد بن القاسم، فلما بلغها خبر عزله ادعت عليه أنه قد اغتصبها بالقوة بعد أسرها، أخذ القائد محمد بن القاسم مقيدًا بالسلاسل، وعذبه والي العراق شهورًا وهو صامد متمسك ببراءته وطهارته، وفي السجن توفي رحمه الله مظلومًا شهيدًا بإذن الله،
مات القائد الفاتح الشاب محمد بن القاسم الثقفي سنة (96هـ) وعمره (23) سنة فقط.
قام محمد بن القاسم بحفر الخنادق، ونشر جيشه حول المدينة، ونصب منجنيقًا ضخمًا يقال له العروس يشرف عليه (500) رجل، طال حصار المدينة وكان يتوسطها معبد للهندوس فيه سارية عالية عليها راية حمراء، أمر محمد بن القاسم أن ترمى الراية بالمنجنيق فلما وقعت تشاءم الهندوس وضعفت معنوياتهم، فلما خرجوا للقاء خارج الأسوار هزموا ثم عادوا فتحصنوا من جديد، فهاجمهم ونصب السلالم على الأسوار حتى استطاع فتحها.