معاذ بن جبل كريم يستدين لينفق
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - قصص الصحابة - جديدنا

سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه صحابيّ جليل، أنصاريّ مِن الخزرج، أسلمَ صغيرًا وشهدَ مع النبي ﷺ بيعةَ العقبة وجميع الغزوات، خلفّ على مكة بعدَ الفتح يعلّم أهلها القُرآن الكريم، ثم أرسلهُ ﷺ إلى اليمن واليًا ومعلمًا، شهِدَ لهُ بأنهُ أعلم الأُمّة بالحلالِ والحرام، وأمرَ الصحابة أن يأخذوا عنه القرآنَ الكريم، شاركَ في فتوحاتِ الشام وتوفيّ في طاعونِ عمواس.

 

معاذ بن جبل وصحبة رسول الله ﷺ

أسلمَ مُعاذ بن جبل وعمرهُ 18 سنة، وشهِدَ بيعةَ العقبة الثانية، وهو شابٌ أمرد لم تنبُت لحيتُه بعد، ولمّا هاجرَ النبي ﷺ آخى بين مُعاذ وعبد الله بن مسعود، وشهِد معاذ بن جبل غزوةَ بدر وعمرهُ 20 أو 21 سنة، ثمّ شهدَ بقيّة المشاهدِ كُلها، ولما كانَ فتحُ مكة استخلف النبي ﷺ عليها عتاب بن أُسيد يُصلي بهِم، وخلّف معاذًا يُقرئهم القرآن، ويُفقههم في دينهِم، ثم بعثهُ في ربيع الآخر سنة 9هـ عاملاً له على اليمن.

 

ثناء النبي ﷺ على معاذ بن جبل

  • روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبيّ ﷺ قوله: «خُذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة».
  • روى أنس بن مالك عن النبيّ ﷺ قوله: «أرحمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّها في دينِ الله عمر، وأصدقها حياء عُثمان، وأعلمهُم بالحلالِ والحرام مُعاذ، وأفرضهُم زيد، ولكلِ أمّة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة».
  • عن معاذِ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ﷺ أخذ بيده وقال: «يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»، وفي رواية: أن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ ردَّ على النبي ﷺ قائلا: (وأنا والله أحبك).

 

كرم معاذ بن جبل

كان سيدنا معاذ بن جبل من أكرمِ الناس لا يردُّ سائلًا، حتى أنّه كان يستدين ليُعطي، فكثُر غرماؤه وليس لديهِ ما يعطيهم، فذهبوا إلى النبي ﷺ يشكونه فأمر النبي ﷺ أنْ يُعلنَ إفلاسه، وقسّم أملاكهُ بين الغرماء فكانت أمواله خمسة أسباع دينه، فقُسّمت على الغُرماء حسب النسبة، وصار مُعدمًا لا يملك شيء.

أشفقَ عليهِ الصلاة والسلام على معاذ فأرسلهُ إلى اليمن واليًا ومعلّمًا، فكانَ أول معلم لأهل اليمن ثم تبِعهُ علي بن أبي طالب ولحقَهُما أبو موسى الأشعري رضي الله عنهم، ثم عادَ معاذ رضي الله عنه إلى المدينة زمن خلافةِ أبي بكر الصديق ومعهُ الأموال الكثيرة من راتبه وتجارته في اليمن.

 

ورع معاذ بن جبل

عندها قام عمر بن الخطاب وذهب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يطلب منه أنْ يأخذ أموال معاذ؛ فرأي عمر أنه لم يستغني لولا منصبه، فرفض الصديق لأن الأموال حقّ معاذ من عمله ورسول الله ﷺ أرسله ليغنيه، فاختلفا ومضى أمر أبي بكر فهو خليفة المسلمين.

وفي اليوم التالي: جاء معاذ بأمواله ووضعها أمام أبي بكر فاستغرب! فقال معاذ: (رأيت في المنام البارحة أنّي أكاد أسقط في النار، ورأيت عمر بن الخطاب يمسكني، فعرفت أنّه ناصحيّ).

 

درس لأصحاب المناصب

إذا كان الثراء بالحرام فليتقوا والله وليعموا أنّ التهديد شديد لأنه ستكوى بها جباههم بالنار، أما إذا كان بالحلال فهم أولى الناس بالإنفاق، وحقّك هو الراتب والمكافآت الرسمية، وأيّ شيء زيادة فعليك أن تتقي الله، فقد بعث رسول الله ﷺ رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة، ولمّا عاد قال: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ.

فقام النبي ﷺ: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ؟‍‍‍‍! ألا جلس في بيت أبيه فينظر أيهدى إليه أم لا‍‍‍‍‍‍!! والذي نفس محمد بيده، لا نبعث أحداً منكم فيأخذ شيئاً إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فرفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه فقال: اللهم هل بلغت ثلاثاً».

 

وفاة معاذ بن جبل

خرجَ سيدنا معاذُ بن جبل إلى الشام وشاركَ في معركة اليرموك، ولما أُصيب والي الشام أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في طاعون عمواس، استخلف سيدنا معاذ بن جبل، فماتت زوجتيه، ثم ولديه، ثم مات هو في نفس الطاعون، وقيل مات وعمره: 33 أو 34 سنة، وذلك سنة 17 هـ أو 18 هـ في الأردن.

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.

كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات

سيدنا خالد بن الوليد و الأرقم بن أبي الأرقم

معاذ بن جبل وصحبة رسول الله ﷺ

أسلمَ مُعاذ بن جبل وعمرهُ 18 سنة، وشهِدَ بيعةَ العقبة الثانية، وهو شابٌ أمرد لم تنبُت لحيتُه بعد، ولمّا هاجرَ النبي ﷺ آخى بين مُعاذ وعبد الله بن مسعود، وشهِد معاذ بن جبل غزوةَ بدر وعمرهُ 20 أو 21 سنة، ثمّ شهدَ بقيّة المشاهدِ كُلها، ولما كانَ فتحُ مكة استخلف النبي ﷺ عليها عتاب بن أُسيد يُصلي بهِم، وخلّف معاذًا يُقرئهم القرآن، ويُفقههم في دينهِم، ثم بعثهُ في ربيع الآخر سنة 9هـ عاملاً له على اليمن.

ثناء النبي ﷺ على معاذ بن جبل

1-خُذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.
2-رحمُ أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّها في دينِ الله عمر، وأصدقها حياء عُثمان، وأعلمهُم بالحلالِ والحرام مُعاذ، وأفرضهُم زيد، ولكلِ أمّة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة.
3-يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

وفاة معاذ بن جبل

في طاعون عمواس، سنة 18 ه، وعمره 33 أو 34 سنة رحمه الله تعالى.

كرم معاذ بن جبل

لا يردُّ سائلًا، حتى أنّه كان يستدين ليُعطي، فكثُر غرماؤه وليس لديهِ ما يعطيهم، فذهبوا إلى النبي ﷺ يشكونه فأمر النبي ﷺ أنْ يُعلنَ إفلاسه، وقسّم أملاكهُ بين الغرماء فكانت أمواله خمسة أسباع دينه، فقُسّمت على الغُرماء حسب النسبة، وصار مُعدمًا لا يملك شيء.

كيف اغتنى معاذ بعد ان كان مفلسا

كانَ أول معلم لأهل اليمن ثم تبِعهُ علي بن أبي طالب ولحقَهُما أبو موسى الأشعري رضي الله عنهم، ثم عادَ معاذ رضي الله عنه إلى المدينة زمن خلافةِ أبي بكر الصديق ومعهُ الأموال الكثيرة من راتبه وتجارته في اليمن.

اترك تعليقاً